ذكرت صحيفة "الأخبار" ان الشابة م. ر. التي اوقفتها مجموعة بلال بدر في ​مخيم عين الحلوة​ كشفت بالتحقيق معها أنها "مُكلّفة من ​الاستخبارات الأردنية​ تنفيذ عمليات اغتيال ضد قادة وناشطين إسلاميين"، مشيرة إلى أنّ "الفتاة اعترفت بأنّها تُنسّق مع فصيل ينتمي إلى حركة فتح كلّفها تنفيذ هذا المخطّط". وذكرت مصادر اسلامية متشددة لـ"الأخبار" أن استجواب الفتاة أظهر أنّها مُرسلة من القيادي في حركة فتح طلال البلاونة، المعروف بـ"طلال الأُردني"، مشيرة إلى أن الأخير "عميل للاستخبارات الأردنية ويتبع لـ(محمد) دحلان". وتحدّثت المصادر عن علاقة مباشرة للقيادي الفتحاوي "اللينو" بطلال المذكور، مؤكدة أنه "عُثر في منزل مسؤولة الشبكة د. ش. على سبع عبوات ناسفة معدّة للتفجير". وفي الإطار نفسه، ذكرت المصادر أن شاباً تابعاً للقيادي نفسه رمى قنبلة يدوية فجراً انفجرت بالقرب من منزل ذوي القيادي الإسلامي الشيخ أسامة الشهابي، كاشفة أن المذكور يُدعى "ت. خ. وينتمي إلى فصيل من فتح يريد أن يعكّر أمن المخيم".

وقالت الصحيفة ان المعلومات المذكورة أعلاه جزمت بها الأوساط المقرّبة من القيادي الإسلامي المتشدد بلال بدر، لكن مصادر عصبة الأنصار والأجهزة الامنية اللبنانية نفتها نفياً قاطعاً، إذ تحدّثت الأخيرة عن "علاقة عاطفية تربط بين الفتاة المذكورة وشاب في حركة فتح تقدّم بطلب الزواج منها". وذكرت أنّ "الشاب كان يتردد إلى حيث تُقيم الفتاة، علماً أنّ منزلها قريب من مكان سكن بدر"، مشيرة إلى أن "العلاقة أثارت ارتياب بدر، الذي سارع إلى إبلاغ والدها شكوكه في وجود تنسيق أمني لاستهدافه". وكشفت المصادر أن "بدر أجبر والدها على استدعائها للاستماع إليها"، نافية كلّ ما أُشيع عن "فساد أخلاقي" اتُّهمت به الفتاة، مستندة إلى أنه أُطلق سراح الفتاة في اليوم التالي. أما ما تردد عن سيناريو متورّط فيه أحد القادة في حركة فتح المعروف بـ"طلال الأردني"، فردّته المصادر إلى أن كون "الشاب المرتبط بعلاقة مع الفتاة المذكورة هو أحد العناصر الموجودين لدى القيادي الفتحاوي، عزّز فرضية المؤامرة". وفي هذا السياق، كشفت "الأخبار" أن قوّة مسلّحة تابعة لـ"عصبة الأنصار" و"الحركة الإسلامية المجاهدة" تحرّكت في اليوم نفسها باتجاه منزل بدر لتسلّم الفتاة الموقوفة قبل أن يُصار إلى إطلاق سراحها.

وأشارت الصحيفة إلى أنّ "عصبة الأنصار استجوبت الفتاة المتّهمة ثم أخلت سبيلها، بعدما تبيّن كذب ما أُشيع عنها". أما حول طلال بلاونة المعروف بـ"طلال الأردني"، فذكرت أنه قائد كتيبة في حركة فتح ويتبع لقائد قوات الأمن الوطني الفلسطيني في لبنان اللواء صبحي أبو عرب، علماً أنّه "سيّئ السمعة" بحسب ما يُتداول، لجهة شُبهات أمنية تحوم حوله. على عكس القيادي محمد العرموشي، الذي يُعدّ الأقوى بين قادة كتائب "حركة فتح" الأربع الناشطة في المخيم، علماً أن قطاعه ملاصق لـ"حي الطوارئ" الذي يقطنه غالبية الإسلاميين. وفي اتصال مع قائد الكفاح المسلح الفلسطيني سابقاً العميد محمود عبد الحميد عيسى الملقب بـ"اللينو"، نفى كل ما يُساق ضدّه، مؤكداً "رواية العلاقة العاطفية بين الشاب والفتاة المتّهمة".

هذا واشارت "الأخبار" الى أن الإسلامي الأصولي بلال بدر، الذي كان قد أصيب في الاشتباكات الأخيرة التي شهدها مخيّم عين الحلوة، يرى أن القادة الإسلاميين المعروفين في المخيّم أفل نجمهم. ويتردد أنه ينطلق من اتّهامهم بالتعامل مع كل من الأجهزة الأمنية اللبنانية و"حزب الله" ليُبرز نفسه وينتزع القيادة من عصبة الأنصار والحركة الإسلامية المجاهدة لمصلحة المجموعات الإسلامية الأصولية. وفي هذا السياق، تحدّثت مصادر الأجهزة الأمنية اللبنانية للصحيفة عن وجود تواصل وتنسيق وثيق بين بدر والعناصر الإسلاميين الذين يدورون في فلكه، وأحمد الأسير، مشيرة إلى أنّ هؤلاء كانوا يُعدّون لاعتداء على حواجز الجيش المحيطة بالمخيّم، بعدما وجّهت قيادة الجيش قراراً حاسماً بمنع الأسير من التظاهر، إلّا أن تدخل "الحركة الاسلامية المجاهدة" و"عصبة الأنصار" وتهديدهما بقلب الطاولة في المخيم ردعا "المتطرفين".